أطلقت سلطنة عمان في عام 2019 مبادرة ضخمة جديدة بعنوان "نحو قيم إنسانية مشتركة"، وذلك لتعزيز التسامح الديني، والتفاهم المتبادل، والتعايش السلمي.
أطلق وزير الأوقاف والشؤون الدينية العماني السابق الشيخ عبد الله بن محمد السالمي هذه المبادرة، التي تُعرف أيضًا باسم "مشروع إعلان السلطان قابوس حول القيم الإنسانية المشتركة"، في احتفال بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح الذي أطلقته منظمة اليونسكو.
تهدف هذه المبادرة إلى نشر مفاهيم التفاهم المتبادل، والتسامح الديني، والتعايش السلمي لتعزيز العلاقات الإنسانية من خلال هذه المبادرة الجديدة حول العالم.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية العماني الحالي، الدكتور محمد سعيد المعمري في حفل التدشين:
“من المهم استراتيجيَا قيادة حملة وطنية جديدة للتفاهم الديني. جغرافياً، في منطقة تضم دول مجاورة لعمان يعيش فيها السنة والشيعة. وما هي إلا خطوات قليلة للوصول إلى أكبر ديمقراطية في العالم. كما لعمان جذور تجارية تاريخية تربطه بأكبر دول العالم من حيث عدد السكان. منذ آلاف السنين، مارس العمانيون التجارة بسلام مع الحضارات الأخرى.”
تأتي مبادرة عُمان في الوقت المناسب نظرًا للاضطرابات الحالية في العالم، والتي نشأت عن الكراهية والإرهاب وسوء تفسير تعاليم الأديان المختلفة.
تدعو المبادرة العُمانية إلى التعالي على الخطابة من خلال اقتراح طريقة عمل لحياة متوازنة يعيش فيها الناس على أساس الكرامة والحقوق الأساسية والأمان النفسي.
وفقًا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية العمانية؛ راعية هذه المبادرة، هناك ثلاث خطوات للوصول إلى هذا الهدف الاستراتيجي:
- تتمثل الخطوة الأولى في إعادة التوازن إلى المصالح (الخلافية والتصادمية بين البشر)، لتحقيق توافق دولي حول أهداف تحسين حياة الناس؛ ولتحقيق الحد الأدنى من الكرامة والحقوق، والحفاظ على التماسك البشري ضد الفناء والانقراض.
- الخطوة الثانية هي تبني نظام أخلاقي عالمي يعزز التفاهم المتبادل والتعايش السلمي، ويحفز الناس على توحيد جهودهم من أجل حماية البيئة. فالاختلافات الدينية والثقافية والأيديولوجية لا تمنع ولا تشكل عقبة أمام قدرتنا على مشاركة أرضية وقيم مشتركة.
- وتركز الخطوة الثالثة على ضرورة غرس القيم الروحية، أو إحيائها عند البشرية، والتوفيق بينها وبين تطور العقل.
إن الفكر هو تكريم الإنسان الذي يدعو الناس إلى احترام إنسانيتهم الممشتركة، ونبذ كل أشكال التمييز والتطرف والعنف والكراهية.
العدل هو تحقيق التوازن بين حقوق الإنسان الأساسية في الروح والمجتمع والعيش والاستفادة منه.
بقدر ما يتعلق الأمر بالأخلاق، فهي مجموع القيم الإنسانية، وخاصة القيم الروحية والفلسفية.
هذه التوجيهات الثلاثة تختلف عن التصنيفات والاختلافات الطبيعية بين الناس مثل الدين واللغة والثقافة. لكن التركيز ينصب على القيم الموحدة التي شكلت جوهر هذه المبادرة العمانية.
هناك بالفعل حاجة ملحة للتسامح في عالمنا. تساعد هذه المبادرة العمانية على تعزيز التسامح وتحقيق السلام.
لاستكشاف فعالياتنا السابقة، تفضلوا بزيارة هذا العرض المرتب زمنيًا، لبعض المختارات من معارض التسامح العالمية »
كما ندعوكم أيضًا لزيارة معرضنا الافتراضي. راجين الله أن تستمتعوا بهذه الجولة الافتراضية وبلغتكم المفضلة. مع أجمل الصور، وأوثق المعلومات عن الإسلام والحياة والفنون والتسامح في سلطنة عمان، من خلال هذه الرحلة الرائعة »